للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٥) بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِدَالِ في الْقُرْآنِ

٤٦٠٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا يَزِيدُ (١) قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عن أَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "الْمِرَاءُ في الْقُرْآنِ كُفْرٌ". [حم ٢/ ٢٨٦، ٣٥٠، ٤٢٤، ٤٧٥]

===

(٥) (بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجدَالِ في الْقُرْآن)

٤٦٠٣ - (حدثنا أحمد بن حنبل، نا يزيد قال: أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: المِراءُ في القرآن كفرٌ).

قال الخطابي (٢): اختلف الناس في تأويله، فقال بعضهم: معنى المراء ها هنا الشكُّ فيه، كقوله تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} (٣) أي في شكّ. ويُقال: المِراءُ هو الجِدالُ المُشَكِّكُ فيه، وتأوَّله بعضُهم على المراء في قراءته دون تأويله ومَعَانيه، مثل أن يقولَ قائل: هذا قرآن قد أنْزله الله، ويقول الآخر: لم ينزلْه اللهُ هكذا، فيكفر به من أنكره، وقد أنزل الله تعالى كتابه على سبعةِ أَحرُف، كلها شافٍ كافٍ، فنهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن إنكار القراءة التي يسمع بعضهم بعضًا يَقْرؤونها، وتَوَعَّدَهم بالكُفر عليها لينتهوا عن المِرَاء فيه والتكذيب به.

وقال بعضُهم: إنما جاء هذا في الجدال بالقرآن من الآي التي فيها ذكر القدر والوعيد وما كان في معناهما، على مذهب أهل الكلام والجَدْل، وعلى معنى ما يجري من الخَوْض بينهم فيها دون ما كان منها في الأحكام وأبواب التحليل والتحريم والحظر والإباحة، فإن أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قد تَنَازعوا فيما بينهم، وتحاجُّوا بها عند اختلافهم في الأحكام، ولم يتحرَّجوا من التناظر بها وفيها، وقد قال سبحانه وتعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (٤)، فعلم أن النهي ينصرف إلى غير هذا الوجه. والله أعلم، انتهى.


(١) زاد في نسخة: "يعني ابن هارون".
(٢) "معالم السنن" (٤/ ٢٩٧).
(٣) سورة هود: الآية ١٧.
(٤) سورة النساء: الآية ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>