٣١١١ - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عن مَالِكٍ، عن عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتيكٍ، عن عَتيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتيكٍ - وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو أُمِّهِ- أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَ عَمَّهُ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ، فَصَاحَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ:"غُلِبْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا الرَّبِيعِ"، فَصَاحَ النِّسْوَةُ وَبَكَيْنَ،
===
ولم يمرضه ليكفِّر ذنوبه، ولذلك تعوذ - صلى الله عليه وسلم - من موت الفجاءة، ولكن جاء أنه في حق الكافر كذلك، وفي حق المؤمنين رحمة؛ لأن المؤمن غالبًا مستعد لحلوله، فيريحه من نصب الدنيا (١).
(١٥)(بابٌ: في فَضْلِ مَنْ مَاتَ بِالطَّاعُون)
٣١١١ - (حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك) مكبرًا (ابن الحارث بن عتيك (الأنصاري المدني، ذكره ابن حبان في "الثقات"(وهو) أي عتيك بن الحارث (جد عبد الله بن عبد الله، أبو أمه) أي جده الفاسد (أنه) أي عتيك بن الحارث (أخبره) أي عبد الله بن عبد الله (أن عمه) أي عم عتيك بن الحارث وهو (جابر بن عتيك أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود عبدَ الله بن ثابت) بن قيس الأنصاري، مات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - (فوجده قد غُلِب) أي غشي عليه (فصاح به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يجبه، فاسترجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) أي قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}
(وقال: غُلِبْنا عليك) أي صرنا مغلوبين لأمر الله تعالى وقضائه وقدره بموتك (يا أبا الربيع! فصاح النسوة) بالبكاء (وبكين،
(١) وقد ذكر صاحب "تفريح الأذكياء في تاريخ الأنبياء": وورد أيضًا: "موت الفجأة راحة المؤمن"، - وقد توفي فجأةً إبراهيمُ وداودُ وسليمانُ عليهم السلام، انتهى. (ش).