للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْ لَا نَخْمِشَ وَجْهًا، وَلَا نَدْعُوَ ويلًا، وَلَا نَشُقَّ جَيْبًا، وَلَا نَنْشُرَ شَعْرًا". [ق ٤/ ٦٤]

(٣٠) بَابُ صُنْعَةِ الطَّعَامِ لِأَهْلِ الْمَيِّت

٣١٣٢ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ" (١). [ن ٩٩٨، جه ١٦١٠، حم ١/ ٢٠٥، قط ٢/ ٧٩، ق ٤/ ٦١، ك ١/ ٣٧٢]

===

{وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} (٢) (أن لا نخمشَ) أي لا نخدش (وجهًا)، ولا ندعُوَ ويلًا، ولا نشق جيبًا، ولا ننشر شعرًا) أي عند المصيبة، وكل ذلك كان يفعله أهل الجاهلية، وأكثر ما يفعله النساء فَنُهِيْنَ عن ذلك.

(٣٠) (بابُ صُنْعَةِ الطَّعَامِ لأهْلِ الْمَيِّتِ)

٣١٣٢ - (حدثنا مسدد، نا سفيان، حدثني جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي لأهله لما أتى خبر شهادة جعفر: (اصنعوا) أي هَيِّئوا (لآل جعفر طعامًا، فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم) بفتح الياء والغين، وقيل: بضم الأول وكسر الثالث، والمعنى جاءهم ما يمنعهم من الحزن عن تهيئة الطعام لأنفسهم، والمراد طعام يشبعهم يومَهم وليلَتهم؛ فإن الغالب أن الحزن الشاغل عن تناول الطعام لا يستمر أكثر من يوم.

وقيل: يُحْمَلُ لهم طعام إلى ثلاثة أيام مدةَ التعزية، ثم إذا صنع لهم ما ذكر، سنّ أن يلحّ عليهم في الأكل لئلا يضعفوا بتركه استحياء، أو لفرط جزع، واصطناعه من بعيد أو قريب للنائحات شديد التحريم؛ لأنه إعانة على


(١) في نسخة: "شغلهم".
(٢) سورة الممتحنة: الآية ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>