للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثم يَنْسَاهُ إلَّا لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ». [دي ٣٣٤٠]

(٣٥٨) بابٌ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ"

===

(عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه) أي بالنظر عندنا، وبالغيب عند الشافعي، أو المعنى ثم يترك قراءته نسي أو ما نسي (إلَّا لقي الله يوم القيامة أجذم) أي ساقط الأسنان، أو على هيئة المجذوم، أو ليست له يد، أو لا يجد شيئًا يتمسك به في عذر النسيان، أو ينكس رأسه بين يدي الله حياء وخجالة من نسيان كلامه الكريم.

وقال الطيبي (١): أي مقطوع اليد من الجذم وهو القطع، وقيل: مقطوع الأعضاء، يقال: رجل أجذم إذا تساقطت أعضاؤه من الجذام، وقيل: أجذم الحجة، أي لا حجة له، ولا لسان يتكلم [به]، وقيل: خالي اليد عن الخير.

والحديث أخرجه الإِمام أحمد (٢) من طريق خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة قال: سمعت غير مرة ولا مرتين يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أميرِ عَشَرةٍ إلَّا يؤتى به يوم القيامة مغلولًا، لا يَفُكُّه من ذلك الغُلِّ إلَّا العَدْلُ، وما من رجل قرأ القرآن فَنَسِيَه إلا لقي اللهَ يوم يلقاه وهو أَجْذَمُ".

وقد تقدم في "باب كنس المسجد" من حديث أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: "وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها".

(٣٥٨) (بَابٌ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ")

قال الحافظ في "الفتح" (٣): أي على سبعة أوجه، يجوز أن يقرأ بكل وجه


(١) "شرح الطيبي" (٤/ ٢٨١)، و"مرقاة المفاتيح" (٤/ ٧٠٠).
(٢) "مسند أحمد" (٥/ ٢٨٥) رقم (٢٢٤٦٣).
(٣) "فتح الباري" (٩/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>