للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وهو آخر من روى عنه في الدنيا (١)، ومنهم: الترمذي، وإسماعيل بن محمد الصفَّار، ومحمد بن مخلد الدوري، وأحمد بن محمد بن هارون الخلال.

[زهده وورعه]

كان الإِمام أبو داود على درجة عالية من النسك والعفاف والصلاح والورع، وكان مثالًا يحتذى في هديه وسمته.

قال أبو حاتم: كان الإِمام أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا.

وقال أبو موسى: تفقّه أبو داود بأحمد بن حنبل ولازمه مدة، وبلغنا عن بعض الأئمة أن أبا داود يُشَبَّه بأحمد بن حنبل في هديه وسمته ودلّه، وكان أحمد يُشَبَّه بوكيع، ووكيع بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وهو بعلقمة، وهو بابن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وجاءه سهل بن عبد الله التستري فقيل له: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله قد جاءك زائرًا، فرحّب به وأجلسه، فقال له: يا أبا داود، لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: حتى تقول: قضيتها مع الإِمكان، قال: قد قضيتها مع الإِمكان، قال: أَخْرِج لسانك الذي حدَّثْتَ به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبّله، قال: فأخرج لسانه فقبّله (٣).


(١) "البداية والنهاية" (١١/ ٥٥).
(٢) "البداية والنهاية" (١١/ ٥٥).
(٣) "وفيات الأعيان" (٢/ ١٣٩)، و"شذرات الذهب" (١/ ١٦٧ و ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>