٤١٧٢ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، الْمَعْنَى، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ الْمُقْرِئ حَدَّثَهُمْ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عن الأَعْرَجِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيْبٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإنَهُ طَيِّبُ الرِّيحِ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ". [م ٢٢٥٣، ن ٥٢٥٩، حم ٢/ ٣٢٠]
===
فقال: لا بأس به، وإن كانت صورته صورة الوصل، وجوازه للضرورة، وإلَّا لزم تشبه النساء بالرجال، أو يقال: إن جواز القرامل محمول على ما إذا كان الوصل بحيث لا يخفى على كل أحد أنه ليس من شعرها، فإن خفي حتى كان زورًا وبهتانًا دخل في اللعنة، انتهى.
قلت: لعل الفقهاء حملوا النهي في الوصل على أن حرمة الوصل محمول على ما إذا كان بشعر النساء؛ لأن استعمال جزء الآدمي حرام، وأما الوصل بغير شعور النساء فلا بأس به, لأنه ليس فيه استعمال جزء الإنسان، بل هو للزينة فقط.
(٥)(بَابُ مَا جَاءَ في رَدِّ الطِّيبِ)
٤١٧٢ - (حدثنا الحسن بن علي وهارون بن عبد الله، المعنى) أي معنى حديثهما واحد، (أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدثهم، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من عُرِضَ عليه طيب فلا يرده (١)؛ فإنه طيبُ الريح)، والنفس تستطيب الرائحة الطيبة (خفيفُ المحمل).
(١) بسط القاري في "جمع الوسائل" (٢/ ٤) الكلام على فتحِ الدال وضَمِّه أشدَّ البسط. (ش).