للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٣) بابُ (١) مَنْ كَظَمَ غَيْظًا

٤٧٧٧ - حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ, حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, عَنْ سَعِيدٍ - يَعْنِى ابْنَ أبي أَيُّوبَ -, عَنْ أبي مَرْحُومٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ, عَنْ أَبِيهِ,

===

السمت الطريق المنقاد، والاقتصاد سلوك القصد في الأمر، والدخول فيه برفق، وعلى سبيل (٢) يمكن الدوام عليه كما روي أنه قال: "خير الأعمال أدومُها وإن قلّ"، يريد أن هذه الخلال من شمائل الأنبياء صلوات الله عليهم، ومن الخصال المعدودة من خصالهم، وأنها جزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا بهم فيها، وليس معنى الحديث أن النبوة تتجزأ، ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة، فإن النبوة غير مكتسبة، ولا مجتلَبة بالأسباب، وإنما هي كرامة من الله عزَّ وجل، وخصوصية لمن أراد إكرامه بها من عباده، {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (٣)، وقد انقطعت النبوة بموت محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وفيه وجه آخر، وهو أن يكون معنى النبوة ههنا ما جاءت به النبوة، ودعت إليه الأنبياء عليهم السلام، يريد أن هذه الخلال من خمسة وعشرين جزءًا مما جاءت به النبوة، ودعا إليها الأنبياء صلوات الله عليهم، وقد أمرنا باتباعهم في قوله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (٤)، وقد يحتمل ذلك وجهًا آخر: وهو أن من اجتمعت له هذه الخصال لَقِيَه الناس بالتعظيم والتوقير، وألبسه الله تعالى لباس التقوى الذي يلبسه أنبياءه، فكأنها جزء من النبوة، انتهى.

(٣) (بَابُ مَنْ كَظَمَ غَيْظًا)

قال في "القاموس": كَظَمَ غَيْظَه، وَيَكْظِمُه: رَدَّه، وَحَبَسَه

٤٧٧٧ - (حدثنا ابن السرح، نا ابن وهب، عن سعيد - يعني ابن أبي أيوب -، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ، عن أبيه) معاذ بن أنس،


(١) في نسخة: "في كظم الغيظ".
(٢) في الأصل: "وعلى سلوك سبيل"، وهو سبق قلم من الناسخ.
(٣) سورة الأنعام: الآية ١٢٤.
(٤) سورة الأنعام: الآية ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>