ثم اختلفوا في الحديث هل هو مخالف لهم أو موافق؟ وعامتهم على الأول، ولذا أوله الخطابي، كما ترى، وإليه ميل البيهقي، كما حكاه عنه الحافظ، وإليه مال العيني، وحكيا عن ابن التين: أن الحديث حجة لهم، وإليه مال ابن رشد (٢/ ٣١٧)، وإليه مال شيخنا الكَنكوهي في تقرير "الترمذي"، وهو الأوجه عندي، نعم الفرق بيننا وبين الشافعي: أن الحيوان قيمي عندنا مثلي عنده، ويشكل عليه أن الحديث على تصريح أهل فروعنا يخالفنا، كما في "البحر" (٨/ ١٢٥)، والزيلعي على "الكنز"، لكن القاعدة التي ذكرها صاحب "الدر المختار" (٩/ ٢٧٠): أن كل ما يوجد له مثل في الأسواق مثلي، يؤيد الشيخ وقاطع للنزاع. (ش). (١) قال ابن رشد في "البداية" (٢/ ٣٢٣): اختلفوا في ذلك على أربعة أقوال. (ش). (٢) في سنده اختلاف كثير، وروي عن أبي داود الإنكار على لفظ أبيه، كما في "الأوجز" (١٤/ ١٤٥). (ش).