للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يطريه، وإنما هو ممَّن بلغ في كمالاته الذروة العليا، لا يضاهيه عالم من معاصريه في علمه وتقواه، ومن شرح الله صدره بنوره وتجلّى على قلبه بالإِرشادات الغيبية.

وكما أنشد شيخنا إمام العصر مولانا الشيخ محمد أنور شاه الكشميري - رحمه الله - في قصيدة طويلة في مناقبه ومفاخره:

إمامٌ قدوة عدل أمين ... ونور مستبين كالنهارِ

فقيهٌ حافظ عَلَمٌ شهير ... كصبح مستنير هدى سارِ

إليه المنتهى حفظًا وفقهًا ... وأضحى في الرواية كالمدارِ

ففي التحديث رحلة كل راو ... وفي الأخبار عمدة كل قاري

فقيه النفس مجتهد مطاع ... وكوثر علمه بالخير جاري

وأحيا سنة كانت أُمِيتت ... وإذ وضح النهار فلا تمارِ

وأصبح في الورى صدرًا وبدرًا ... منيرًا دارئًا حلك التواري

وأصبح مفردًا علمًا رفيعًا ... كرفع المفرد العلم المنارِ

وغرّة دهره علمًا ودينًا ... طراز زمانه مثل النُّضارِ

وأمّا فضله ذوقًا وحالًا ... ففرد فيه لا أحد يجاري

فُضَيل زمانه ورعًا وزهدًا ... وحاتم عصره عند امتيارِ

[كلمة في شرح سنن أبي داود]

قد ظهر ممّا بثثنا خصائص "سنن أبي داود" ومكانته بين الأمّهات الست، واحتواءه على أحاديث الأحكام، وكونه أوفى كتاب في الموضوع، ولا ريب أنَّ الأُمَّهات الست القدر المشترك في الجميع شرح الأحاديث وشرح كلام النبوَّة، غير أنَّ كتابين منها يختصّان بمشكلات كتابية خاصة ليست هي في آخر، الأول: "صحيح البخاري"، والثاني: "سنن أبي داود".

<<  <  ج: ص:  >  >>