للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم البخاري ثم مسلمًا ثم النسائي ثم ابن ماجه ثم "الموطأ"؛ لأنَّ طالب الحديث أول ما يحتاج إليه تحقيق المذاهب وأنواع الحديث، ثم دلائله، ثم طرق الاستنباط، ثم جمع الروايات، ثم التنبيه على الضعاف، ثم التأييد بالآثار، وهكذا ترتيب وظائف الكتب المذكورة.

قيل: إنَّ وظيفة الترمذي بيان المذاهب وأنواع الحديث، ومقصود أبي داود جمع دلائل الأئمّة، ومعظم خواصّ البخاري طرق الاستنباط، ودأب مسلم جمع الروايات الكثيرة، وأشار النسائي إلى علل الأحاديث، وجمع ابن ماجه الصحاح والضعاف، وأكثر في "الموطأ" من الآثار. ولا بد للحنفي خاصة أن يقدم "الموطأ" برواية محمد (١) ثم الطحاوي قبل الأمّهات الستّ، كما ينبغي للمالكي تقديم "الموطأ" برواية يحيى (٢) على الستة وفيه فوائد لا تخفى" (٣).

والسائد في بلادنا الهند تدريس "مشكاة المصابيح" بإمعانٍ وتحقيقٍ أوّلاً، ثم في العام الثاني الملقّب بـ "دورة الحديث" تدريس الكتب الستة على الترتيب المذكور.

شروط الإِمام أبي داود في "السنن":

قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في "جزء شروط الأئمة" له: اعلم أنَ البخاري ومسلمًا ومَن ذكرنَا بعدهم - يعني أصحاب السنن الأربعة - لم يُنْقَل عن واحد منهم أنه قال: شرطتُ أن أُخرج في كتابي ما يكون على الشرط الفلاني، وإنما يعرف ذلك من سَبْرِ كتبهم، فيُعلم بذلك شرط كل رجل منهم (٤).


(١) هو: محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة - رحمهما الله تعالى-.
(٢) هو: يحيى بن يحيى الليثي الذي روى "موطأ مالك".
(٣) "مقدمة أوجز المسالك" (١/ ٢٣٨).
(٤) "شروط الأئمة الستة" (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>