للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَنْ يَجْمَعَ اللهُ عَلَى هَذ الأُمَّةِ سَيْفَيْنِ: سَيْفًا مِنْهَا، وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا". [حم ٦/ ٢٦]

(٨) بَابٌ: في النَّهْيِ عن تَهْيِيجِ التُّرْكِ وَالْحَبَشَةِ

٤٣٠٢ - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: نَا ضَمْرَةُ، عن السَّيْبَانِيِّ، عن أَبِي سُكَيْنَةَ - رَجُلٍ مِنَ الْمُحَرَّرِينَ -، عن رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قَالَ: "دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ، وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ". [ن ٣١٧٦]

===

بعد قوله: يحيى بن جابر الطائي: (عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين: سيفًا منها، وسيفًا من عدوها)، والمراد أن هذه الأمة إذا تداعى عليها الأمم لا يبقى فيما بينهم قتال، بل ذلك الوقت يتفق المسلمون، ويحاربون الكفار، فالمراد بالفتنة ها هنا مقاتلة المسلمين فيما بينهم، فإن بأسهم يرتفع من بينهم إذا قاتل عدوهم من غيرهم فيجتمعون لقتالهم.

(٨) (بَابٌ: في النَّهْيِ عَنْ تَهْييجِ التُّرْكِ وَالْحَبَشَةِ)

٤٣٠٢ - (حدثنا عيسى بن محمد الرملي قال: نا ضمرة، عن السيباني، عن أبي سُكينة - رجل من المحرَّرين -، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: دعوا الحبشة) أي اتركوهم (ما وَدَعوكم) أي ما دام تركوكم (واتركوا الترك ما تركوكم) (١).

قال القاري (٢): قال الخطابي: اعلم أن الجمع بين قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} (٣)، وبين هذا الحديث: أن الآية مطلقة، والحديث مقيد،


(١) ولذا كره مالك بدايتهما بالقتل، كما سيأتي (ص ٤٨٠). (ش).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٩/ ٣٢٠).
(٣) سورة التوبة: الآية ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>