للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٧١) بَابٌ: في تَعْمِيقِ الْقَبْرِ

٣٢١٥ - حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَهُمْ، عن حُمَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ -، عن هِشَام بْنِ عَامِرٍ قَالَ: جَاءَتِ الأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (١) - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالوا: أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فَكَيْفَ تَأَمُرُنَا؟ قَالَ: "احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا، وَاجْعَلُوا الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ في الْقَبْرِ"، قِيلَ: فَأَيُّهُمْ يُقَدَّمُ (٢)؟ قَالَ: "أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا".

===

(٧١) (بابُ: في تَعْمِيقِ الْقَبْرِ)

٣٢١٥ - (حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، أن سليمان بن المغيرة حدثهم، عن حميد -يعني ابن هلال-، عن هشام بن عامر قال: جاءت الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فقالوا: أصابنا قرح) أي جرح (وجهد) بفتح الجيم، أي المشقة والتعب، (فكيف تأمرنا) أي في حفر القبور؟

(قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (احفروا، وأوسعوا) أي القبر (واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر) أي قبر واحد، فأمرهم بحفر القبر الذي يسع رجلين أو ثلاثة، وفي الرواية الآتية: "وأعمقوا" أي احفروا القبر عميقًا، فهذا يدل على أنه لا بد من تعميق القبر؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بتعميقه مع حالة الشدة والجروح والمشقة والتعب للأنصار، ولهذا قالت الحنفية أن يعمق إلى الصدر وإلَّا فإلى السرة، وأمرهم أن يجعلوا الرجلين والثلاثة في قبر واحد، وهذا من باب التسهيل عليهم للضرورة، فلو لم يكن ضرورة يكره أن يدفن اثنان في قبر واحد.

(قيل) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فأيهم يقدَّم) إلى القبلة؟ (قال: أكثرهم قرآنًا).


(١) في نسخة: "النبي".
(٢) في نسخة: "نقدم".

<<  <  ج: ص:  >  >>