للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبُو إِسْحَاقَ، عن نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عن عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ، قَالَ، "اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ، ثُمَّ لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأتِيَنِي"، فَذَهَبْتُ فَوَاريتُهُ، وَجِئْتُهُ، فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، وَدَعَا (١) لِي. [ن ١٩٠، حم ١/ ٩٧]

===

أبو إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي قال: ) لما مات أبي أبو طالب (قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن عمك الشيخَ الضالَّ) أي أبا طالب (قد مات، قال: اذهب فَوارِ أباك) أي ادفنه (ثم لا تحدثن) أي لا تفعلن (شيئًا حتى تأتيني، فذهبتُ فواريتُه) أي دفنته (وجئته) عليه السلام (فأمرني) بالاغتسال (فاغتسلت ودعا لي) (٢).

نقل عن "فتح الودود": يحتمل أن يخص ذلك بالكافر، وهذا الحديث دليل على أن أبا طالب مات كافرًا، ولهذا لم يصلِّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا أمر عليًّا - رضي الله عنه - أن يصلي عليه.


(١) في نسخة: "فدعا".
(٢) وذكر الحافظ في "الفتح" (٨/ ٥٠٦) في هذا الحديث زيادة: "أنه مات مشركًا"، وأخرج البخاري (٣٨٨٣) عن العباس أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أغنيت عن عمك، فو الله كان يحوطك ويغضب لك، قال: هو في ضحضاح من نار ... " الحديث. قال: الحافظ (٧/ ١٩٤): فيه ما يدل على ضعف ما روي عن عباس: "أنه أصغى إليه وهو يحرك شفتيه ... إلخ".
وقال أيضًا (٧/ ١٩٥): وقفت على جزء جمعه بعض أهل الرفض، أكثر فيه من الأحاديث الواهية الدالة على إسلامه ولا يثبت من ذلك شيء، وقد بسط في "الإصابة" (٤/ ١١٦، ١١٧) في رد ما روي في إسلامه، ذكر هذا الحديث صاحب "الخميس" (١/ ٢٩٩، ٣٠٠)، وبسط الكلام على إسلامه، وقلت: نعم الثابت بمجموع ما تقدم وما ورد في هذا الباب أنه يُخفَّف عنه العذاب، وأنكر بعضهم التخفيفَ عن الكافر لقوله تعالى: {فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ... } [البقرة: ٨٦]، {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: ٤٨]. وقال الحافظ: إن تفاوتهم في العذاب معلوم من الكتاب والسنَّة ... إلخ، وبسط شيئًا منه في موضع آخر (١١/ ٤٣٠)، وأجمله في عتق أبي لهب ثويبةَ. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>