للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٢٣) بَابُ مَا يُسْتَفْتَحُ بِهِ الصَّلَاةُ مِنَ الدُّعَاءِ

===

فيه هذه الزيادة، فلا شك أنها غير محفوظة, لأن الراوي وإن كان من الثقات إذا خالف الثقات أو أوثق منه، فروايته لا تقبل، وتكون شاذة غير محفوظة.

فالحاصل أن هذا الحديث مع هذه الزيادة ضعيف جدًّا، ومع ذلك لا يخلو عن الاضطراب، أخرج ابن خزيمة في هذا الحديث "على صدره"، والبزار "عند صدره"، كما قال الحافظ في "الفتح" (١)، وأخرج ابن أبي شيبة "تحت السرة".

والعجب من ابن القيم كيف أورده مثالًا لترك السنة الصحيحة مع أنه ذهب إلى تفرد مؤمل بن إسماعيل بهذه الزيادة.

ثم لا يخفى أن هذا الحديث من أقوى الدلائل للخصوم، لم يذكر النووي في الباب غيره في "الخلاصة" وابن دقيق العيد في "الإِمام" والحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام".

وقال الشوكاني في "النيل" (٢): ولا شيء في الباب أصح من حديث وائل المذكور، انتهى.

وقد عرفت ما فيه من العلل، وقد أوضحت المرام في رسالتي "الدُّرَّةُ الغُرَّةُ في وضع اليدين على الصدر وتحت السُّرَّةِ"، فمن شاء فليرجع إليه، انتهى كلام النيموي.

(١٢٣) (بَابُ مَا يُسْتَفْتَحُ بِهِ الصَّلاةُ مِنَ الدعَاءِ)

اعلم أن عندنا فرقًا بين الفرائض والتطوعات في دعاء الاستفتاح، فالفرائض يقتصر فيها على: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"، وأما في التطوعات فإن الأمر فيها واسع، فيقول ما شاء من الدعوات الواردة فيه، وهذا عند أبي حنيفة ومحمد.


(١) "فتح الباري" (٢/ ٢٢٤).
(٢) (٢/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>