للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: «أَبَا الْمُنْذِرِ, أَىُّ آيَةٍ مَعَكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ؟ » قَالَ: قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: فَضَرَبَ فِى صَدْرِى وَقَالَ: «لِيَهْنِ لَكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الْعِلْمُ». [م ٨١٠، حم ٥/ ١٤١]

(٣٥٤) بابٌ: فِى سُورَةِ الصَّمَدِ

١٤٦١ - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

===

(قال) أبي: (قلت: الله ورسوله أعلم) ترك الجواب أولًا تأدبًا، أو لإرادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه يجيب عن هذا السؤال، ويخبر بالآية التي هي أعظم، لأن كثرة ثواب الشيء وكثرة أجره لا دخل فيها للقياس، أو ظن أن الآية التي عنده أعظم لا يكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم أجرًا.

فلما كرر وأعاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السؤال علم أن المطلوب منه الجواب اختبارًا لعقله، فأجاب (قال: ) يا (أبا المنذر أيُّ آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال) أبي بن كعب: (قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١) أي آية الكرسي إلى آخرها، وإنما كان آية الكرسي أعظم آية لاحتوائها على بيان توحيد الله تعالى وتمجيده وتعظيمه، وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكل ما كان من الأذكار في تلك المعاني أبلغ كان في باب التدبر والتقرب به إلى الله أجل وأعظم.

(قال) أبي: (فضرب) النبي - صلى الله عليه وسلم - (في صدري) محبة (وقال: ليهن (٢) لك يا أبا المنذر العلم) وفيه منقبة عظيمة لأبي المنذر أبي بن كعب.

(٣٥٤) (بَابٌ: في) فَضل (سُورَةِ الصَّمَدِ)

١٤٦١ - (حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن


(١) سورة البقرة: الآية ٢٥٥.
(٢) أي: ليكن العلم هنيئًا لك، وهذا دعاء له بتيسير العلم ورسوخه فيه، قاله القاري (٤/ ٦١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>