للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤)} [النحل: ٤٤]. فمن جمع بين الكتاب والسُّنَّة فقد استوفى وجهي البيان.

وقد جمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأُمَّهات السنن وأحكام الفقه، ما لا نعلم متقدّمًا سبقه إليه ولا متأخّرًا لحقه فيه" (١).

وأحسن تعريف بالكتاب يلخّصه لنا إمام عصره العلامة ابن قيِّم الجوزية، فيقول: "كان كتاب السنن لأبي داود بن الأشعث السجستاني - رحمه الله - من الإِسلام بالموضع الذي خصّه الله به، بحيث صار حكمًا بين أهل الإِسلام، وفصلًا في موارد النزاع والأحكام، ورتبها أحسن نظام مع انتقائها أحسن انتقاء، واطّراحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء" (٢).

قال أبو داود في "رسالته لأهل مكة" في وصف كتابه "السنن": "هو كتاب لا يَرِدُ عليك سنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه إلَّا وهي فيه، ولا أعلم شيئًا بعد القرآن ألزم للناس من هذا الكتاب، ولا يضرّ رجلاً ألَّا يكتب فيه من العلم شيئًا بعد ما يكتب هذا الكتاب، وإذا نظر فيه وتدبَّره وتفهّمه علم قدره".

وقال أبو العلاء: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: مَن أراد أن يستمسك بالسنن فليقرأ سنن أبي داود" (٣).

مكانة "سنن أبي داود" بين الكتب الستّة تدريسًا:

قال العلّامة المحدِّث الكبير الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي: "والأوجه عندي في ترتيب التحصيل أن يقدِّم المحدّث الترمذي ثم أبا داود


(١) "معالم السنن" (١/ ٨).
(٢) "تهذيب السنن" لابن القيِّم (١/ ٨) , و"تهذيب التهذيب" (٤/ ١٧١).
(٣) "تذكرة الحفاظ" (٢/ ١٦٩)، و"طبقات الشافعية" (٢/ ٣٩٥)، و"تاريخ بغداد" (٩/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>