للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انْتَدَبَا لَهُ وَلَمْ يَعْرِفَاهُ, وَقُتِلَا يَوْمَ بَدْرٍ.

(١١٨) بَابٌ: فِى الأَسِيرِ يُنَالُ مِنْهُ وَيُضْرَبُ وَيُقَرَّرُ

٢٦٨١ - حَدَّثَنَا (١) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, ثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَدَبَ أَصْحَابَهُ,

===

انتدبا) أي: أجابا (له) أي: لقتله (ولم يعرفاه) وعَرَّفَهما إياه عبد الرحمن بن عوف، (وقتلا) أبا جهل (يوم بدر).

قلت: اللذان قتلا أبا جهل هما معاذ ومعوذ ابنا عفراء، وفي بعض الروايات ذكر معاذ بن عمرو بن الجموح، ولم أر أحدًا ذكر عوفًا فيمن قتل أبا جهل إلَّا أبا داود وابن سعد، فإنه قال في "طبقاته" (٢): وقتل عوف بن الحارث يوم بدر شهيدًا، قتله أبو جهل بن هشام بعد أن ضربه عوف وأخوه معوذ ابنا الحارث، فأثبتاه. ولكن عوفًا شهد وقعة بدر مع إخوته، فمعاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث، يقال لكل منهم: ابن عفراء، ثم إنها تزوجت بعد الحارث بكير بن ياليل الليثي، فولدت له أربعة: إياسًا وعاقلًا وخالدًا وعامرًا، وكلهم شهدوا بدرًا، وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث.

فانتظم من هذا أن عفراء امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن قاتل أبي جهل الذين ذكروا في "البخاري" و"مسلم" هم ثلاثة: معاذ ومعوذ ابني عفراء، ومعاذ بن عمرو بن جموح، ولم أر لعوف ذكرًا وشركة في قتل أبي جهل.

(١١٨) (بابٌ: فِى الأَسِيرِ يُنَالُ مِنْهُ)، أي: يُسب ويوبخ (وَيُضْرَبُ وَيُقَرَّرُ)، أي: يكره على الإقرار بشيء

٢٦٨١ - (حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ندب) أي: دعا (أصحابه) إلى الخروج إلى بدر


(١) هذا الحديث رباعي. (ش).
(٢) "الطبقات الكبرى" (٣/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>