(٢) وهل يجوز لعن يزيد؟ حكى القاضي ثناء الله في مكتوباته "كلمات طيبات" (ص ١٩٧): أن للعلماء فيه ثلاثة مذاهب: الأول: المنع، كما قاله الإِمام أبوحنيفة في "الفقه الأكبر" (ص ١٥٧)، والثاني: الجواز، كما قاله الإِمام أحمد وابن الجوزي وغيرهما، واختاره التفتازاني في "شرح العقائد" (ص ١٦٢)، والثالث: السكوت، وبسط الكلام على دلائل الثلاثة، وحقق الشامي (٥/ ٥٣) المعتمد عدم الجواز على المُعَيَّن، وأشكل باللعان فإنه على معين، وسكت عن الجواب، بل أجاب بما لا يشفي، وما ورد من لعنه - صلى الله عليه وسلم -، كما في روايات عديدة في "جمع الفوائد" (٣/ ٦٤) فمحمول على أنهم كانوا أهلًا لذلك، كما يظهر من "الفتح" (١٢/ ٨٢)، و"الكوكب" (٣/ ٧٢). (ش).