للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.

(٦٢) بَابٌ: فِي السَّبَقِ

===

(قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالقوي) قلت: لم أقف على علة في الحديث تقتضي ضعفه غير أن فيه ابن إسحاق، وهو مختلف فيه، فالله أعلم ماذا أراد المصنف في الحديث من العلة، وأما ما وقع في بعض نسخ أبي داود من قول المصنف: "وقد جاء فيه نهي كثير عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -"، فهذا أيضًا لا يقتضي ضعف ما وقع في قصة جعفر بن أبي طالب من عقره جواده، كما هو ظاهر.

(٦٢) (بَابٌ: فِي السَّبَقِ)

بفتح الباء الموحدة، وهو ما يجعل للسابق على سبقه من جُعْل ونوال، وأما بسكون الباء فهو مصدر سبقت الرجل.

قال الخطابي (١). والرواية الصحيحة في هذا الحديث بالفتح يريد أن الجعل لا يستحق إلَّا في سباق الإبل والخيل وما في معناهما كالبغال (٢) والحمير، وفي النصل وهو الرمي، لأن هذه الأمور عدة في قتال العدو، وفي بذل الجعل عليها ترغيب في الجهاد، وتحريض عليه.

وقال الحافظ في "الفتح" (٣): قوله: "باب السبق بين الخيل" أي: مشروعية ذلك، والسبق بفتح المهملة وسكون الموحدة مصدر، وهو المراد ها هنا، وبالتحريك: الرهن الذي يوضع هناك.


(١) "معالم السنن" (٢/ ٢٥٥).
(٢) وفي "الدر المختار" (٦/ ٧٥٣): يجوز السبق بشرط الجعل أيضًا من جانب واحد بالخيل والإبل والأرجل والرمي، لا في غير هذه الأربعة كالبغل بالجعل، وأما بدون الجعل فيجوز في كل شيء ... إلخ. وكذا في الزيلعي على "الكنز" (انظر: ٦/ ٢٢٧). (ش).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>