للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيد أنَ تمهيدًا لما أقوله في الشرح أضطر إلى شيء من خصائص "السنن" ومؤلّفه، صفوتُ كلمات الجهابذة ولباب ثناء الصيارفة، مساهمة للسعداء لكي أنال السعادة.

وَإِذَا سَخَّرَ الإِلهُ أُناسًا ... لسعيدٍ فَإِنَّهُم سُعَدَاء

كلمة عن الإِمام أبي داود (١)

هو الإِمام أحد حفّاظ الإِسلام لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمه، وعلله وسنده، في أعلى درجة النسك والعفاف والصلاح والورع، من فرسان الحديث، وهو الإِمام المقدم في زمانه لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، وبصره بمواضعها أحد في زمانه.

وهو الإِمام الحافظ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني، ويقال: "السجزي"، نسبة غير قياسية إلى سجستان. كما في "القاموس".

وسجستان إقليم معروف بخراسان وراء الهراة جنوبًا كما حققه العلماء، وليست نسبة إلى قرية "سجستان" من قرى البصرة، كما ردّه ابن السبكي في "طبقاته"، وياقوت الحموي في "معجمه" وغير واحد. وهو معرَّب "سيستان" كما يقوله الصاغاني، وهو المعروف الجاري على الألسنة، لا كما يرجح الفيروزآبادي أنه معرب "سكستان"، ويرجح فتح السين. انظر: "تاج الزبيدي.

وُلد سنة ٢٠٢ هـ، وتوفي ٢٧٥ هـ بالبصرة يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال، ودُفِن إلى جانب قبر سفيان الثوري.

قال الحافظ أبو عبد الله بن منده: الذين أخرجوا وميّزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وبعدهما أبو داود، والنسائي، انتهى.


(١) جئت فيه بالكلمات التي وصفه بها الإِمام أحمد الهروي وأبو بكر الخَلَّال.

<<  <  ج: ص:  >  >>