للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢٤) بَابٌ في الشَّفَاعَةِ

٤٧٤١ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, حَدَّثَنَا بِسْطَامُ بْنُ حُرَيْثٍ, عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ,

===

التحقيق أن عَجب الذَّنَب يبلى آخرًا، كما شهد به حديث, لكن لا بالكلية، كما يدل عليه هذا الحديث، ولا عِبْرة (١) بالمحسوس على أن الجزء القليل (٢) منه المخلوط بالتراب غير قابل؛ لأن يتميز بالحِسّ، كما لا يخفى على أرباب الحسِّ، انتهى. وخص عموم الحديث بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن الله تعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء (٣).

(٢٤) (بَابٌ في الشَّفَاعَةِ) (٤)

٤٧٤١ - (حدثنا سليمان بن حرب، نا بسطام بن حُريث) الأصفر، أبو يحيى البصري، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في الشفاعة، وقال الآجري عن أبي داود: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقرأت بخط الذهبي: مجهول الحال، (عن أشعثَ) بن عبد الله بن جابر (الحُدَّاني،


(١) وإليه يظهر ميل الطحاوي في "مشكل الآَثار" (٦/ ٦١) إذ قال: لا يستنكر من لطيف قدرته أن يبقى عجيب الذنب لا تأكله التراب أو النار إذا احترق، ويكون مثل نار إبراهيم عليه السلام. (ش).
(٢) فقد ورد أنه يكون مثل حبَّة خردل، كما في "الأوجز" (٤/ ٥٩٨). (ش).
(٣) وألحق بهم الشهداء، والمؤذن المحتسب، والصدِّيقون، والعلماء العاملون، وحامل القرآن العامل به، والمرابط، والميت بالطاعون صابرًا محتسبًا، والمُكثِر من ذكر الله، والمحِبّ لله، فتلك عشرة كاملة، كذا في "الأوجز" (٤/ ٥٩٩) عن الزرقاني. (ش).
(٤) أنكرها المعتزلة والخوارج، كما بسطها الحافظ في "الفتح" (١١/ ٤٢٦) وقال القاري (٩/ ٥٦٤): قال عياض: مذهبُ أهل السنة جوازُها عقلًا، ووجوبُها سمعًا، قال الله تعالى: {لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} [طه: ١٠٩]، وما استدل به الخوارج من قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: ٤٨] فهي في الكفار.
وحكى العيتي أسماءَ مَنْ روي عنهم حديث الشفاعة فهم أكثر من خمسين، وحكى =

<<  <  ج: ص:  >  >>