وخالفهم الكرخي من أصحاب أبي حنيفة - رحمهما الله تعالى- فقال: لا يحتج [به].
فأما إذا أنكره إنكارًا جازمًا قاطعًا بتكذيب الراوي عنه وأنه لم يحدثه به قط، فلا يجوز الاحتجاج [به] عند جميعهم, لأن جزم كل واحد يعارض جزم الآخر، والشيخ هو الأصل، فوجب إسقاط هذا الحديث، ولا يقدح ذلك في باقي أحاديث الراوي, لأنا لم نتحقق كذبه.
(١٩٤)(بَابُ حَذْفِ السَّلامِ)(١)
١٠٠٤ - (حدثنا أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن يوسف الفريابي) شيخ البخاري، (نا الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن) بن حيوئيل بمهملة مفتوحة ثم تحتانية وزن جبرئيل، المعافري الصبري، يقال: اسمه يحيى، صدوق له مناكير، (عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حذف السلام سنة)، أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي يستحبه أهل العلم، قال علي بن حجر: قال ابن المبارك: يعني لا تمده مدًّا، وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: التكبير جزم والسلام جزم.
(١) قال ابن العربي (٢/ ٩٠): قيل: معناه الإسراع به لئلا يسبقه المؤتم، وقيل: معناه أن لا يكون فيه "ورحمة الله"، وبسطه صاحب "السعاية" (٢/ ١٤٨). (ش).