للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ (١) وَمَقِيلِهِم قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ؟

فَقَالَ (٢) اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُم، قَالَ: وَأَنْزَلَ (٣) اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} " إِلَى آخِرِ الآيَةِ (٤). [ق ٩/ ١٦٣، ك ٢/ ٨٨]

===

من الأرواح، على أشباح مصورة بصور الطيور، حتى تتلذذ الأرواح بنسب الأشباح (ترد أنهار الجنة) تشرب من مائها ولبنها وعسلها وشرابها الطهور (تأكل من ثمارها، وتأوي) أي تقيل (إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش) أي بمنزلة أوكار الطيور (فلما وجدوا) أي الشهداء (طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم) بفتح فكسر، أي مأواهم ومستقرهم، والثلاثة مصادر ميمية، ولا يبعد أن يراد بها المكان أو الزمان.

(قالوا) جواب لما: (من يبلِّغ) بتشديد اللام، وفي نسخة بتخفيفها (إخواننا) من المسلمين الذين هم في الدنيا (عنا) أي عن قبلنا (أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا) أي لئلا يغفلوا (في الجهاد) ولا يرغبوا عنه، علة لقوله: "من يبلِّغ عنا"، (ولا ينكلوا) بالنون والكاف المضمومة، أي: لا يجبنوا (عند الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم، قال: وأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: {وَلَا تَحْسَبَنَّ}) بالخطاب مع فتح السين وكسرها، وفي رواية بالغيبة، أي: لا تظن ({الَّذِينَ قُتِلُوا}) بالتخفيف والتشديد ({فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}) (٥) مفعول ثان (إلي آخر الآية).


= الطير وجوف الطير كما تقدم، وقيل: المراد بالمؤمنين في روايات العموم الداخلون أولًا، والبسط في "الأوجز" (٤/ ٦٠٢)، وأجاد الكلام مختصرًا في حاشية أبي داود أيضًا. (ش).
(١) في نسخة: "ومشاربهم".
(٢) في نسخة: "قال".
(٣) في نسخة: "فأنزل".
(٤) في نسخة: "الآيات".
(٥) سورة آل عمران: الآية ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>