للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ اللَّه مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَى تِيْكَ (١) الْحَالِ". [ق ٩/ ١٦٨، ك ٢/ ٨٥]

===

(فقال: يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت صابرًا) أي على مشاق الجهاد (محتسبًا) أي خالصًا لله تعالى طالبًا للثواب (بعثك الله) تعالى (صابرًا محتسبًا) أي متصفًا بهذين الوصفين، كما روي: "كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تحشرون".

قال الطيبي (٢): أعاده في الجزاء ليؤذن بالتنكير فيهما على أن له أجرًا وثوابًا لا يقادر قدره، أي بعثك الله صابرًا كاملًا فيه، فيوفي أجرك بغير حساب، ومحتسبًا، أي مخلصًا متناهيًا في إخلاصه راضيًا مرضيًا، ورضوان من الله أكبر.

(وإن قاتلت مرائيًا) أي في نية الأعمال (مكاثرًا) أي في تحصيل المال (بعثك الله مرائيًا مكاثرًا).

قال الطيبي: التكاثر التباري في الكثرة والتباهي بها، وقد يكون هذا في الأنفس والأموال، قال تعالى: {وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} (٣)، فالرجل يجاهد للغنيمة وإكثار المال ليباهي به، ولأن يكثر رجاله وأعوانه وأجناده، وقال ابن الملك: قوله: "مكاثرًا"، أي: مفاخرًا.

(يا عبد الله بن عمرو، على أيِّ حال قاتلت) فَمُتَّ (أو قتلت بعثك الله على تيك) أي تلك (الحال) وكذا بقية الأعمال على هذا المنوال.


(١) في نسخة: "تلك".
(٢) "شرح الطيبي" (٧/ ٣٠٥)، وانظر: "مرقاة المفاتيح" (٧/ ٤٠٩).
(٣) سورة الحديد: الآية ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>