للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَشْفَقْتُ إِنِ (١) أغْتَسَلُ أَنْ أَهْلِكَ, فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِى الصُّبْحَ, فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: «يَا عَمْرُو, صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ ». فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى مَنَعَنِى مِنَ الاِغْتِسَالِ, وَقُلْتُ: إِنِّى سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ:

===

وقصتها أن جمعًا من قضاعة تجمعوا وأرادوا أن يدنوا من أطراف المدينة، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض، وجعل معه راية سوداء، وبعثه في ثلاث مئة من سراة المهاجرين والأنصار، فلما قرب منهم بلغه أن لهم جمعًا كثيرًا، فبعث رجلًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمده، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مأتين من سراة المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر وعمر حتى وصل إلى العدو، وحمل عليهم المسلمون، فهربوا في البلاد وتفرقوا، وكانت (٢) أم عمرو بن العاص كانت من بلي من قضاعة.

(فأشفقت) أي خفت (إن) حرف شرط أو مصدر (أغتسل فأهلك) من شدة البرد، (فتيممت ثم صليت (٣) بأصحابي الصبح) أي صلاة الصبح (فذكروا ذلك) أي بعد رجوعهم من الغزو إلى المدينة (لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال) (٤) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عمرو، صليت) بتقدير حرف الاستفهام (بأصحابك وأنت جنب؟ ) جملة حالية (فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال) وهو خوف الهلاك، (وقلت) مستدلًا بالآية (إني سمعت الله يقول:


(١) وفي نسخة: "إن اغتسلت أن أهلك".
(٢) كذا في الأصل، والظاهر كما في "السيرة" لابن هشام (٤/ ٢٨٠): وذلك أن أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلىّ.
(٣) فيه إمامة المتيمم جاز عند الأربعة إلَّا عند مالك فكرهه، أو قال خلاف الأفضل، وقال محمد من الحنفية: لا يجوز. (ش).
(٤) قال ابن رسلان: وفي رواية الطبراني: "فلما قدموا ذكروا ذلك له - صلى الله عليه وسلم - فأقره وسكت". (ش) [انظر: "المعجم الكبير" (١/ ٢٣٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>