للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٢ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ, حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِىُّ, عَنْ أَبِى سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِى عَامِرٍ, بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ, قَالَ: «أَفْلَحَ - وَأَبِيهِ - إِنْ صَدَقَ, دَخَلَ الْجَنَّةَ - وَأَبِيهِ - إِنْ صَدَقَ». [م ١١، خزيمة ٣٠٦، ق ٢/ ٤٦٦]

===

٣٩٢ - (حدثنا سليمان بن داود، نا إسماعيل بن جعفر المدني، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر بإسناده) أي بإسناده في الحديث المتقدم (بهذا الحديث) أي بالحديث المتقدم (قال) أي إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل، ويمكن أن يكون مرجع الضمير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أفلح - وأبيه - إن صدق، دخل الجنة - وأبيه - إن صدق).

والغرض من إعادة الحديث بيان الاختلاف، فإن في حديث مالك بن أنس: أفلح إن صدق، وزاد إسماعيل بن جعفر في حديثه لفظ "وأبيه"، وأيضًا زاد: دخل الجنة وأبيه إن صدق.

وفي ظاهر هذا اللفظ إشكال, لأنه ورد: "لا تحلفوا بآبائكم" وأيضًا ورد: "من حلف بغير الله فقد أشرك"، فقيل: إنه قبل النهي، وقيل: فيه حذف مضاف أي ورب أبيه، وقيل: إنه والله، وإن الكاتب قصر اللامين، وقيل: إن الكراهة في غير الشارع، كما نقله البيهقي عن بعض مشايخه، وأغرب ابن حجر فضعف الأقوال المذكورة جميعها، وحمل على أن هذا وقع من غير قصد، وهو في غاية من البعد، ويشكل أيضًا بما رواه أبو هريرة في هذه القصة فإنه قال فيه: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا"، فحكم بفلاحه على القطع، وهاهنا علق الفلاح بالصدق، وهو في محل التردد.

والجواب عنه: أنه - صلى الله عليه وسلم - علق الفلاح بصدقه بحضوره لئلا يغتر، فلما ذهب قال: من سره ... إلخ، وقيل: يحتمل أن يكون التعليق قبل أن يطلعه الله تعالى على صدقه، ثم أطلعه الله عليه فأخبر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>