للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- (١) , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا حَتَّى أَمَرَ بِلَالاً فَأَقَامَ لِلْفَجْرِ (٢) , حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ, فَصَلَّى حِينَ كَانَ الرَّجُلُ لَا يَعْرِفُ وَجْهَ صَاحِبِهِ, أَوْ: أنَّ الرَّجُلَ لَا يَعْرِفُ مَنْ إِلَى جَنْبِهِ, ثُمَّ أَمَرَ بِلَالاً فَأَقَامَ الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ, حَتَّى (٣) قَالَ الْقَائِلُ: انْتَصَفَ النَّهَارُ.

===

على اسمه (سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -) يعني عن مواقيت الصلاة كما في نسخة، (فلم ير عليه شيئًا) أي فلم يجبه ببيان الأوقات قولًا، بل قال له: أقم معنا، ثم بينها فعلًا (حتى أمر بلالًا) هو بلال بن رباح التيمي مولاهم، المؤذن، مولى أبي بكر الصديق، أبو عبد الله، وقيل في كنيته غير ذلك، وهو ابن حمامة وهي أمه، أسلم قديمًا، وعذب في الله، وشهد بدرًا والمشاهد كُلَّها، وسكن دمشق، مات بالشام زمن عمر -رضي الله عنه -، قال البخاري: بلال بن رباح أخو خالد وغفرة.

(فأقام الفجر) أي فأَذَّن وأقام للفجر (حين انشقَّ الفجر) أي انشقَّ الظلام في الأفق فخرج منه ضوء الفجر، (فصلى) أي صلاة الفجر (حين كان الرجل لا يعرف وجه صاحبه) لشدَّة التغليس وكثرة الظلام، (أو أن الرجل لا يعرف من إلى جنبه)، ولفظة "أو" هذه للشك من الراوي، أي قال هذا اللفظ أو ذاك، (ثم أمر بلالًا فأقام الظهر) أي فأقام صلاة الظهر (حين زالت الشمس) أي عن كبد السماء (حتى قال القائل: انتصف النهار).

قال في "مرقاة الصعود" (٤): قال الشيخ ولي الدين: هو على سبيل الاستفهام قطعًا، قلت: فعلى هذا يكون بفتح الهمزة، والمحذوف همزة الوصل، كقوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} (٥)، {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (٦) قلت:


(١) زاد في نسخة: "يعني عن مواقيت الصلاة".
(٢) وفي نسخة: "للفجر".
(٣) وفي نسخة: "حين".
(٤) انظر: "درحات مرقاة الصعود" (ص ٤٦).
(٥) سورة الصافات الآية ١٥٣.
(٦) سورة سبأ الآية ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>