للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ, قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ, اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ, لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.

فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ, فَقَالَ: «إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالي, فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ, فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ» , فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ, فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ

===

قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلَّا الله).

(فلما أصبحت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما رأيت) أي من الرؤيا (فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنها) أي رؤياك (لرؤيا حق) أي صادقة مطابقة للوحي، أو موافقة للاجتهاد (إن شاء الله تعالى) للتبرك أو للتعليق، (فقم (١) مع بلال فألق (٢) بفتح الهمزة وكسر القاف من الإلقاء (عليه) أي على بلال (ما رأيت) أي من الأذان (فليؤذن) أي بلال (به) أي بأذانك الذي تلقي إليه (فإنه) أي بلالًا، هذا علة للعدول عن ابن زيد في الأذان (٣) وأمره بلالًا بالأذان (أندى) أي أرفع (صوتًا منك) قال النووي (٤): يؤخذ من هذا الحديث استحباب كون المؤذن رفيع الصوت وحسنه.

(فقمت (٥) مع بلال، فجعلت ألقيه) أي ألقي الأذان (عليه) أي على بلال


(١) أشكل عليه بوجهين: الأول: أن ظاهره شرعية الأذان برؤية عبد الله بن زيد، ووقع في "الصحيحين" من قول عمر: أو لا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا بلال فناد بالصلاة"، والثاني: بناء الحكم الشرعي على الرؤيا، وجوابهما في "الأوجز" (٢/ ٩)، وأغرب ابن العربي (١/ ٣٠٧) حيث قال: حديث عبد الله بن زيد أصح من حديث ابن عمر مع أن حديث ابن عمر متفق عليه، وحديث ابن زيد من روايات السنن. (ش).
(٢) استدل به الشيخ ولي الله الدهلوي في "تراجم البخاري" جواز أذان الجوق إذا أذنا معًا. (ش).
(٣) وأيضًا فيه تسلية له حيث كان يجب أن يؤذن بنفسه، كما سيأتي في "باب الرجل يؤذن ويقيم آخر". (ش).
(٤) "شرح صحيح مسلم" (٢/ ٣١٣).
(٥) والقيام للأذان سنَّة، نقل ابن المنذر عليه الإجماع، وذكر المذاهب الرزقاني (١/ ١٥٣). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>