ومنها: أني ذكرت ترجمة كل راوٍ من السند في أول موضع ذكره في السند، ثم إذا وقع ذكره في محل بعده لم أذكره.
ومنها: أني كثيرًا ما أذكر مذهب السادة الحنفية تحت حديث يتعلق بمسألة فقهية، فإن كان الحديث موافقًا لهم فبها، وإلا فذكرت مستدلّهم والجواب عن الحديث وتوجيهه.
ومنها: أني أذكر مناسبة الحديث بترجمة الباب في موضع خفي ذلك.
ومنها: أني في بعض المواضع أنبه على ما وقع فيه التسامح من شارحي أبي داود لئلا يقع الطالب في الغلط اعتمادًا عليه، مع أني ما أبرئ نفسي عن الخطأ والسهو، ولا أقول هذا إعجابًا وفخرًا، بل الغرض منه إظهار الحق والصواب، والله ولي التوفيق وبيده أزمة التحقيق.
ومنها: إعادة بعض المطالب المهمة لمصلحة اقتضت ذلك.
ومنها: ما أورده المصنف من الروايات مختصرًا، وأخرجها غيره مطولًا، فذكرتها مطولة من مظانها.
ومنها: تفصيل مذاهب المجتهدين سيما الأربعة - شكر الله سعيهم -، وأكثرها نقلتها عما ذكره العلامة الشوكاني.
ومنها: ما ذكره المصنف مرسلًا أو معلقًا ذكرته موصولًا، وهو حسبى ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم.
ثم اعلم أن لـ "سنن أبي داود" روايات عديدة، والمشهور منها ثلاث روايات؛ رواية ابن داسة أبي بكر محمد بن عبد الرزاق، وروايته مشهورة في المغرب، ورواية ابن الأعرابي أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد، وهي أنقص الثلاثة حتى قيل: ليس فيه كتاب الفتن والملاحم والحروف وغيرها، ورواية اللؤلؤي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، هو آخر من حدث عنه، ولذا يقال لها: أصح الروايات، وهي المتداولة في بلاد المشرق وبلاد الهند.