كمنبر، وقال الزبير بن بكار: أبو محذورة اسمه أوس بن معير بن لوذان بن سعد بن جُمَح، من قال غير هذا فقط أخطأ.
(قال) أي أبو محذورة: (قلت: يا رسول الله، علمني سنَّة الأذان، قال: فمسح مقدم رأسي).
وتفصيل القصة فيما أخرجه الدارقطني في "سننه"(١): قال: خرجت في نفر، وفي رواية: لمَّا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة أطلبهم، فكنا في بعض طريق حنين، فقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين، فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة، قال: فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوت فأرسل إلينا- وفي رواية: قال - صلى الله عليه وسلم -: ائتوني بهؤلاء الفتيان، فقال: أذِّنوا- إلى أن وقفنا بين يديه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ " فأشار القوم كلهم إليّ وصدقوا، فأرسل كلهم وحبسني، فقال:"قم فأذن بالصلاة" فقمت ولا شيء أكره إليَّ من النبي - صلى الله عليه وسلم - وما يأمرني به، فقمت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فألقى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التأذين هو بنفسه، فقال:"قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر" حتى ختم الأذان، وفي آخره: ثم دعاني حين قضيت التأذين، فأعطاني صُرّةً فيها شيء من فضة، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أَمرَّها على وجهه، ثُمَّ أَمَرَّ بين ثدييه، ثم على كبده، ثم حتى بلغت يده سُرَّة أبي محذورة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بارك الله فيك، وبارك الله عليك"، فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة، فقال:"قد أمرتك [به] "، وذهب كل شيء كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كراهيته، وعاد ذلك كله محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث.