للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَقَدْ أَعْجَبَنِى أَنْ تَكُونَ صَلَاةُ الْمُسْلِمِينَ" - أَوْ: الْمُؤْمِنِينَ - وَاحِدَةً, حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِى الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلَاةِ, وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَى الآطَامِ يُنَادُونَ الْمُسْلِمِينَ بِحِينِ (١) الصَّلَاةِ, حَتَّى نَقَسُوا أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا»

===

(قال: وحدثنا أصحابنا) (٢) والمراد بهم الصحابة -رضي الله عنهم-، وقد أخرج الطحاوي بسنده عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أخبرني أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك أخرج البيهقي بسنده عن وكيع، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، الحديث، فثبت بهذا أن المراد بأصحابنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لقد أعجبني) أي سرني، قال في "لسان العرب": وأعجبه الأمر: سره (إن تكون صلاة المسلمين أو المؤمنين) لفظة "أو" للشك من الراوي (واحدة) أي جماعة واحدة لا يصلون منفردين.

(حتى لقد هممت أن أبث رجالًا في الدور) أي القبائل والمحلات (ينادون الناس بحين الصلاة) أي يقولون مثلًا: الصلاة الصلاة (وحتى هممت) أي أردت (أن آمر رجالًا يقومون على الآطام) بمد الهمزة جمع أطم بالضم، أي على القصور والأبنية المرتفعة (ينادون المسلمين بحين الصلاة حتى نَقَسُوا) أي ضربوا بالناقوس، (أو كادوا أن ينقسوا) أي أرادوا ضرب الناقوس، وقربوا


(١) وفي نسخة: "لحين".
(٢) قال ابن رسلان: قال المنذري (١/ ٢٠٥): إن أراد به الصحابة فهو متصل، وإلَّا فهو مرسل، قال ابن حجر: في رواية ابن أبي شيبة وابن خزيمة والبيهقي والطحاوي: أصحاب محمد، فهو متصل، ولذا صححه ابن حزم وابن دقيق العيد. (انظر: "التلخيص الحبير" ١/ ٢٠٣). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>