للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ (١) اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَقُولَ عِنْدَ أَذَانِ الْمَغْرِبِ: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا إِقْبَالُ لَيْلِكَ, وَإِدْبَارُ نَهَارِكَ, وَأَصْوَاتُ دُعَائِكَ, فَاغْفِرْ لِى». [ت ٣٥٨٩، ك ١/ ١٩٩، ق ١/ ٤١٠، ]

===

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقول عند أذان المغرب) قال القاري (٢): الظاهر أن يقال: هذا بعد جواب الأذان أو في أثنائه (اللهُم إن هذا) إشارة إلى ما في الذهن وهو مبهم مفسر بالخبر، قاله الطيبي وتبعه ابن حجر، والظاهر أنه إشارة إلى الأذان لقوله: و"أصوات"، قلت: ويحتمل أن يكون التقدير أن هذا الزمان زمان إقبال ليلك، وزمان إدبار نهارك، وزمان أصوات دعائك (إقبال ليلك) الذي جعلته سكنًا وساترًا (وإدبار نهارك) الذي جعلته سببًا لتحصيل المعايش (وأصوات دعائك) هكذا بالهمزة في النسخ المطبوعة الهندية، وأما في المكتوبة والمصرية والنسخة على "عون المعبود": "دعاتك" (٣) جمع داع كالقضاة جمع قاض، فعلى الأولى معناه أصوات أذانك، وعلى الثاني أصوات مؤذنيك الذين يدعونك أو يدعون عبادك إلى الصلاة.

(فاغفر لي) بحق هذا الوقت الشريف والصوت المنيف، وبه يظهر وجه تفريع المغفرة، قلت: ويمكن أن يقال: إن الزمان هو تجدد تعلق إرادة الله تعالى بالمحدثات، فيمكن أن يجعل سببًا للتغير في أحوال العباد من المعاصي والمغفرة.

قال القاري (٤): ولعل وجه تخصيص المغرب أنه بين طرفي النهار والليل، وهو يقتضي طلب المغفرة السابقة واللاحقة، ويمكن أن يؤخذ بالمقايسة عليه، ويقال عند أذان الصبح أيضًا، لكن بلفظ: "هذا إدبار ليلك وإقبال نهارك ... إلخ"، ثم رأيت ابن حجر ذكر أنه اعترض على هذا بأن هذه أمور


(١) وفي نسخة: "النبي".
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ١٧٠).
(٣) وكذا في "ابن رسلان" وقال: جمع داع كقاضٍ وقضاة. (ش).
(٤) "مرقاة المفاتيح" (١/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>