للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ". [جه ٣٣٥، دي ١٧]

===

الخزرجي، ثم السَّلَمي بفتحتين، صحابي ابن صحابي، واختلفت الروايات في شهوده بدرًا وأحدًا، ويقول: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة، أحد المُكثرين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كُفَّ بصره في آخر عمره، مات بالمدينة، وهو ابن أربع وتسعين سنة، هكذا قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" و"التقريب" و"الإصابة"، وهكذا صرح ابن الأثير في "أسد الغابة"، فما قال صاحب "غاية المقصود" في شرحه: "عن أربع وسبعين سنة" غلط، نقله (١) عن "الخلاصة"، ولعله وقع الغلط في "الخلاصة" من الكاتب.

(قال) أي جابر: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد البَراز) بالفتح اسم لفضاء (٢) واسع، وخَطَّأ الخطابي الكسرة؛ لأنه مبارزة في الحرب، وقال الجوهري بخلافه فجعله مشتركًا بينهما، وقال الفيروزآبادي: وكسحاب اسمٌ، وككتاب: الغائط، ومعنى الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد قضاء الحاجة (انطلق) في الصحراء وتَبعَّدَ عن الناس (حتى لا يراه أحد) (٣) منهم، وهذا إذا كان - صلى الله عليه وسلم - في السفر وفي الصحراء وقبل بناء الكُنُف في البيوت، وأما إذا كان في العمران فثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقضي حاجته في البيت كما رواه ابن عمر (٤)، ويأتي في الرخصة في استقبال القبلة.


(١) في الأصل: "حمله".
(٢) فكنّوا به عن قضاء الحاجة كما كنوا عنه بالخلاء؛ لأنهم يتبرَّزون في الأمكنة الخالية من الناس "ابن رسلان". (ش).
(٣) قلت: الظاهر أن غرض المصنف بهذا الحديث بيان الإبعاد في الحديث السابق، أورد عليه بعض الطلبة فكان حقه أن يذكر هذا الحديث، لا الأول، وتكرر هذا الإيراد في السنين العديدة، فكأنهم يأخذون عن الأول فالأول. (ش).
(٤) وأيضًا لا يخالف ما سيأتي في حديث سباطة، (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>