للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ: "أَنَّ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ

===

عن ابن معين: ثقة، وقال يعقوب بن سفيان: لين الحديث، وقال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الساجي: يروي عن هشام وسهيل أحاديث لا يتابع عليها، قال الحافظ: ووثَّقه ابن نمير وموسى بن هارون والعجلي والحاكم أبو عبد الله، ونقل ابن الجوزي عن أبي حاتم: لا يحتج به.

(عن هشام بن عروة) أي كلاهما رويا عن هشام بن عروة، (عن أبيه) عروة بن الزبير، (عن عائشة) أم المؤمنين: (أن ابن (١) أم مكتوم) قال الحافظ في "الفتح" (٢): اسمه عمرو كما سيأتي موصولًا في الصيام وفضائل القرآن، وقيل: كان اسمه الحصين فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، ولا يمتنع أنه كان له اسمان، وهو قرشي عامري، أسلم قديمًا، والأشهر في اسم أبيه قيس بن زائدة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرمه ويستخلفه على المدينة، وشهد القادسية في خلافة عمر -رضي الله عنه - فاستشهد بها، وقيل: رجع إلى المدينة فمات بها، وهو الأعمى المذكور في سورة "عبس"، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وزعم بعضهم أنه ولد أعمى فكنيت أمه أم مكتوم لانكتام نور بصره، والمعروف أنه عمي بعد بدر بسنتين.

قلت: وفيه نظر ظاهر، فإنه كان أعمى عند نزول "عبس" وهي نزلت بمكة، فكيف يمكن أن يقال: إنه عمي بعد وقعة بدر؟ .

وقال الحافظ في "الإصابة" (٣): قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: بل بعده وبعد وقعة بدر بيسير، ولعل قول من قال: عمي بعد بدر غلط من الكاتب، ووضع العمى موضع الهجرة، والله تعالى أعلم.


(١) فيه جواز ذكر الرجل بما فيه من العاهة إذا كان لقصد التعرف، وجواز نسبة الرجل إلى أمه إذا اشتهر بذلك، "ابن رسلان". (ش).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٩٩).
(٣) (٤/ ٢٨٤). وانظر أيضًا: "أسد الغابة" (٣/ ٣٩٦) رقم (٤٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>