للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثيرٍ، أنَا سُفْيَانُ، ثنَا أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ،

===

وقال في "فتح الودود": هو العود إلى الإعلام بعد الإعلام، ويطلق على الإقامة وعلى قول المؤذن في أذان الفجر: "الصلاة خير من النوم"، وكل من هذين تثويب قديم ثابت من وقته - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، وقد أحدث الناس تثويبًا ثالثًا بين الأذان والإقامة، فيحتمل أن الذي كرهه ابن عمر هو هذا الثالث المحدث، أو الثاني وهو "الصلاة خير من النوم"، وكرهه لأن زيادته في أذان الظهر بدعة.

قال في "البحر الرائق" (١) ما ملخصه: وهو نوعان: قديم وحادث، فالأول: "الصلاة خير من النوم" وكان بعد الأذان، إلَّا أن علماء الكوفة ألحقوه بالأذان، والثاني: أحدثه علماء الكوفة بين الأذان والإقامة "حَيَّ على الصلاة" مرتين "حَيَّ على الفلاح" مرتين، وأطلق في التثويب، فأفاد أنه ليس له لفظ يخصه، بل تثويب كل بلد على ما تعارفوه، إما بالتنحنح أو بقوله: "الصلاة الصلاة"، ولا يخص صلاة بل هو في سائر الصلوات، وهو اختيار المتأخرين لزيادة غفلة الناس، وعند المتقدمين هو مكروه في غير الفجر، وهو قول الجمهور كما حكاه النووي في "شرح المهذب"، لما روي: أن عليًا رأى مؤذنًا يثوب في العشاء فقال: "أخرجوا هذا المبتدع من المسجد"، وعن ابن عمر مثله، ولحديث الصحيحين "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (٢).

٥٣٦ - (حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان) الثوري، (ثنا أبو يحيى القتات) بفتح القاف وتشديد التاء الأولى المعجمة بنقطتين من فوق، وفي آخرها تاء أخرى، نسبة إلى بيع القت، وهو ثوع من كلأ تسمن به الدواب. اختلف في اسمه فقيل: زاذان، وقيل: دينار، وقيل: مسلم، وقيل: يزيد، وقيل: زبّان، وقيل: عبد الرحمن بن دينار، قال أحمد: كان شريك يضعف أبا يحيى القتات،


(١) (١/ ٤٥٣).
(٢) أخرجه البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>