للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ رَأَى أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ, وَهُوَ يُصَلِّى قَائِمًا, وَقَدْ غَرَزَ ضُفُرَهُ فِى قَفَاهُ, فَحَلَّهَا أَبُو رَافِعٍ, فَالْتَفَتَ حَسَنٌ إِلَيْهِ مُغْضَبًا, فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: أَقْبِلْ عَلَى صَلَاتِكَ وَلَا تَغْضَبْ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ» يَعْنِى مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ - يَعْنِى مَغْرِزَ ضُفُرِهِ -. [ت ٣٨٤، خزيمة ٩١١، ق ٢/ ١٠٩، ك ١/ ٢٦١، حب ٢٢٧٩]

===

كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة مئة، قال إبراهيم الحربي: كان ينزل المقابر فسمي بذلك، وقيل: إن عمر جعله على حفر القبور فسمي المقبري، وجعل نعيمًا على إجمار المسجد فسمي المجمر.

قلت: هذا بعيد من الصواب، وما أظن نعيمًا أدرك عمر، وزعم الطحاوي في بيان المشكل أنه مات سنة ١٢٥ هـ، وهو وهم منه، فإن ذاك تاريخ وفاة ابنه سعيد، وفرق ابن حبان في "الثقات" بين كيسان صاحب العباء، وبين كيسان مولى أم شريك يكنى أبا سعيد، وهو المعروف بالمقبري.

(إنه) أي أباه أبا سعيد (رأى أبا رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بحسن بن علي عليهما السلام، وهو) أي الحسن (يصلي قائمًا وقد غرز ضفره) أي لوى شعره، وأدخل أطراف ضفيرته في أصولها (في قفاه، فحلها) أي الشعر المضفورة (أبو رافع، فالتفت حسن إليه) أي إلى أبي رافع (مغضبًا) بصيغة المفعول.

(فقال أبو رافع: أقبل على صلاتك ولا تغضب، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ذلك) أي غرز الشعر المضفور (كفل) بالكسر الحظ والنصيب (الشيطان) أي هذا الفعل حظ الشيطان من صلاة المصلي، أو يكون إشارة إلى الشعر المضفور، ومعنى الكفل أن يحوي الكساء حول سنام البعير حفظًا للراكب عن السقوط، ولهذا فسره المصنف بقوله: (يعني مقعد الشيطان) أي محل قعوده، ثم فسر اسم الإشارة بقوله: (يعني مغرز ضفره) أي محل غرز شعره المضفور.

<<  <  ج: ص:  >  >>