للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"يَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -, إِنِّى رَجُلٌ ضَخْمٌ - وَكَانَ ضَخْمًا - لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّىَ مَعَكَ - وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا وَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ - فَصَلِّ حَتَّى أَرَاكَ كَيْفَ تُصَلِّى فَأَقْتَدِىَ بِكَ, فَنَضَحُوا لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ كَانَ لَهُمْ, فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ فُلَانُ بْنُ الْجَارُودِ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَكَانَ يُصَلِّى الضُّحَى؟ قَالَ: لَمْ أَرَهُ صَلَّى (١) إلَّا يَوْمَئِذٍ". [خ ٦٧٠، جه ٧٥٦، حب ٢٠٧٠، خزيمة ٦٥٧، حم ٣/ ١٣٠]

===

ابن ماجه الآتية أنه بعض عمومة أنس، وليس عتبان عمًا لأنس إلَّا على سبيل المجاز؛ لأنهما من قبيلة واحدة وهي الخزرج، لكن كل منهما من بطن، انتهى.

(يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني رجل ضخم) أي سمين (وكان ضخمًا) والظاهر أنه كلام أنس (لا أستطيع أن أصلي معك) أي في الجماعة (٢) في المسجد، وفي هذا الوصف إشارة إلى علة تخلفه (وصنع) ذلك الرجل (له) أي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (طعامًا ودعاه) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إلى بيته) وهذا أيضًا من كلام أنس.

(فصل حتى أراك كيف تصلي فأقتدي بك) أي فأصلي بعد ذلك مثل ما أصلي معك مقتديًا بك الآن، (فنضحوا) أي أهل بيت (له طرف حصير) أي بعضه ليلين، أو غسلوا ليزول الوسخ، قال الحافظ: قال ابن بطال: إن كان ما يصلى عليه كبيرًا قدر طول الرجل فأكثر فيقال له: حصير، ولا يقال له: خمرة، وكل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبهه.

(كان) الحصير (لهم) أي لأهل البيت (فقام) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فصلَّى ركعتين، قال فلان ابن الجارود) وكأنه عبد الحميد بن المنذر بن الجارود البصري (لأنس بن مالك: أكان) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يصلي الضحى؟ قال: لم أره صلَّى) أي الضحى (إلَّا يومئذ).


(١) وفي نسخة: "يصلي".
(٢) قال ابن رسلان: من الأعذار لترك الجماعة السمن المفرط، وبه بوب ابن حبان على الحديث. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>