للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّفِّ, فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا, وَلَا تَعُدْ» (١). [خ ٧٨٣، ن ٨٧١، حم ٥/ ٣٩، ق ٥/ ٩٠]

٦٨٢ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, أَخْبَرَنَا زِيَادٌ الأَعْلَمُ, عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَاكِعٌ, فَرَكَعَ دُونَ

===

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: زادك الله حرصًا) دعا له بالحرص على العبادة, لأنه محمود، ولكن بحيث يوافق الشرع، فإن الحرص على العبادة بوجه لا يوافق الشرع مذموم، ولهذا قال: (ولا تعد) بفتح التاء المثناة من فوق وضم العين المهملة، نهي من عاد يعود، أي لا تعد أن تركع دون الصف حتى تقوم في الصف، كما أخرج الطحاوي (٢) عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف، حتى يأخذ مكانه من الصف".

ويحتمل أن يكون معناه ولا تعد أن تسعى إلى الصلاة سعيًا يحفزك فيه النفس، وقيل: لا تعد في إبطاء المجيء إلى الصلاة، وقيل: معناه لا تعد إلى دخولك (٣) في الصف وأنت راكع، فإنها كمشية البهائم.

قال القاري (٤): وروي "ولا تعد" بسكون العين وضم الدال من العدو، أي لا تسرع في المشي إلى الصلاة، واصبر حتى تصل إلى الصف، ثم اشرع في الصلاة، وقيل: بضم التاء وكسر العين من الإعادة، أي لا تعد الصلاة التي صليتها.

٦٨٢ - (حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أنا زياد الأعلم، عن الحسن: أن أبا بكرة جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - راكع، فركع دون


(١) وفي نسخة: "لا تعد".
(٢) "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٩٦).
(٣) قال ابن رسلان: فيؤخذ منه ما قاله أصحابنا: إذا أحس الإِمام في الركوع بمن دخل، فيستحب له أن ينتظره حتى يصل إلى الصف، ولا يحوجه إلى أن يحرم آخر المسجد ويمشي إلى الصف. (ش).
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>