٦٩٤ - (حدثنا القعنبي والنفيلي قالا: ثنا عبد العزيز بن أبو حازم) سلمة بن دينار المحاربي مولاهم، أبو تمام المدني الفقيه، وثَّقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وقال أحمد: لم يكن يعرف بطلب الحديث إلَّا كتب أبيه فإنهم يقولون: إنه سمعها وكان يتفقه، لم يكن في المدينة بعد مالك أفقه منه، ويقال: إن كتب سليمان بن بلال وقعت إليه ولم يسمعها، وقد روى عن أقوام لم يكن يعرف أنه سمع منهم.
قال:(أخبرني أبي) أبو حازم سلمة بن دينار، (عن سهل) بن سعد (قال: وكان بين مقام النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي بين محل قيامه في الصلاة ومصلاه (وبين القبلة) أي بين جدار المسجد الذي يلي القبلة (ممر عنز)(١)، وهو الأنثى من المعز، وفي رواية البخاري ومسلم:"ممر شاة".
(قال أبو داود: الخبر) أي ألفاظ الحديث (للنفيلي).
(١) قال ابن رسلان: يدنو من السترة بقدر ثلاثة أذرع لرواية: "صلَّى رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم في الكعبة، وكان بينه وبين الحائط ثلاثة أذرع"، وكان مالك يصلي بعيدًا من السترة، فقال له رجل لا يعرفه: أيها المصلي ادن من السترة، فجعل يتقدم ويقول: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ} الآية [النساء: ١١٣]، قال: ومن صلَّى بعيدًا من ذلك فكأنه صلَّى بدون السترة، وقال أيضًا: اختلفوا في الجمع بينهما فقيل: ممر الشاة أقله وأكثره ثلاثة أذرع، وقيل بالعكس, لأنه قدر ممر الشاة بثلاثة أذرع وثلث، وقيل: أحدهما من محل القيام، والثاني: من موضع السجود. (ش).