للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ سَالِمٍ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِىَ مَنْكِبَيْهِ,

===

عن سالم، عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح) أي شرع وبدأ (الصلاة رفع يديه) سياق هذا اللفظ يدل على مقارنة (١) التكبير رفع اليدين، والحديث الآتي يدل على تقديم رفع اليدين على التكبير، ويؤيد الأول ما أخرجه أبو داود، من حديث وائل بن حجر برواية مسدد: يرفع يديه مع التكبير.

وقد اختلف علماء الحنفية فيه، قال في "الدر المختار" (٢): ورفع يديه قبل التكبير، وقيل: معه، فقال الشامي: قوله: قبل التكبير، وقيل: معه، الأول نسبه في "المجمع" إلى أبي حنيفة ومحمد، وفي "غاية البيان" إلى عامة علمائنا، وفي "المبسوط" إلى أكثر مشايخنا، وصححه في "الهداية"، والثاني اختاره في "الخانية" و"الخلاصة" و"التحفة" و"البدائع" و"المحيط"، بأن يبدأ بالرفع عند بداءته التكبير، ويختم به عند ختمه، وعزاه البقالي إلى أصحابنا جميعًا، ورجحه في "الحلية"، وثمة قول ثالث، وهو أنه بعد التكبير، والكل مروي عنه عليه الصلاة والسلام، وما في "الهداية" أولى، كما في "البحر" و"النهر"، ولذا اعتمده الشارح، فافهم، انتهى.

(حتى يحاذي منكبيه) (٣) أي يقابل ويوازي بهما منكبيه، قال في "القاموس": والحذاء الإزاء، وفي رواية لأبي داود عن وائل: "حتى كانتا بحيال منكبيه، وحاذى بإبهاميه أذنيه وفي رواية له: "حتى حاذتا أذنيه وفي رواية له: "رفع يديه حيال أذنيه، قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم وفي رواية له: "يرفع إبهاميه في الصلاة إلى شحمة أذنيه وفي رواية له عن البراء: "رفع يديه إلى قريب من أذنيه"، وفي رواية لمسلم


(١) هو المرجح عند المالكية والشافعية، وبه قال الحنابلة رواية واحدة، كذا في "الأوجز". (ش).
(٢) انظر: "رد المحتار على الدر المختار" (٢/ ٢٢١).
(٣) مَنْكِبَيْهِ- بفنح الميم وكسر الكاف- ما بين الكتف والعنق، قاله ابن رسلان. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>