للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكَ (١) أَسْلَمْتُ, سَجَدَ وَجْهِى لِلَّذِى خَلَقَهُ, وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُورَتَهُ (٢) وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ, وَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ». وَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ,

===

ولك أسلمت، سجد وجهي) بالوجهين، أي خضع وذل وانقاد (للذي خلقه، وصوَّره فأحسن صورته) كما قال الله تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} (٣) (وشقَّ سمعه) أي طريق السمع، إذ السمع ليس في الأذنين بل في مقعر الصماخ (وبصره، وتبارك الله) (٤) أي تعالى وتعظم (أحسن الخالقين) أي المصورين والمقدرين.

(وإذا سلم من الصلاة) أي أراد (٥) السلام, لأن في رواية مسلم: ثم يكون من آخر ما يقول من التشهد والتسليم (قال: اللهمَّ اغفرلي ما قدمت) من سيئة (وما أخرت) من عمل أي جميع ما فرط مني، قاله الطيبي، وقيل: ما قدمت قبل النبوة، وما أخرت بعدها، وقيل: ما أخرته في علمك بما قضيته عليّ، وقيل: معناه إن وقع مني في المستقبل ذنب فاجعله مقرونًا بمغفرتك، قاله القاري (٦).

وقال الشوكاني (٧): والمراد بقوله: ما أخرت، إنما هو بالنسبة من ذنوبه المتأخرة, لأن الاستغفار قبل الذنب محال، قال الأسنوي: ولقائل أن يقول: المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه، وأما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع، فلا استحالة فيه.


(١) وفي نسخة: "وبك".
(٢) وفي نسخة: "صوره".
(٣) سورة غافر: الآية ٦٤.
(٤) ومن عجائب هذه الآية أنه سبب ارتداد ابن أبي السرح، وفضل عمر -رضي الله عنه - لأنهما قالاه، فارتدَّ الأول، وافتخر الثاني بالموافقة. "ابن رسلان". (ش).
(٥) كذا قال ابن رسلان، وزاد: ويحتمل أنه قاله مرة بعد السلام أيضًا. (ش).
(٦) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٢٧٥).
(٧) "نيل الأوطار" (٢/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>