للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِىِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى بَرَاءَةَ وَهِىَ مِنَ الْمِئِينَ, وَإِلَى الأَنْفَالِ وَهِىَ مِنَ الْمَثَانِى, فَجَعَلْتُمُوهُمَا فِى السَّبْعِ الطُّوَلِ وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}؟

===

أبي جميلة الأعرابي، (عن يزيد الفارسي قال: سمعت ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم) أي ما الباعث لكم على (إن عمدتم) أي قصدتم (إلى براءة) (١) أي سورة التوبة (وهي) أي سورة براءة (من المئين) لكونها مئة وثلاثين آية، والمئين جمع المئة، وأصل المئة مأِيٌّ كمعِيٍّ، والهاء عوض عن الواو، وإذا جمعت المئة قلت: مئون، ولو قلت: مئات جاز.

(وإلى الأنفال) أي سورة الأنفال (وهي من المثاني) المثاني من القرآن ما كان أقل من المئين، فإنهم قالوا: أول (٢) القرآن السبع الطول، ثم ذوات المئين، أي ذات مدّة آية ونحوها، وهي إحدى عشر سورة، ثم المثاني وهي ما لم يبلغ مئة آية، وهي عشرون سورة، ثم المفصل.

(فجعلتموهما) وفي نسخة: "فجعلتموها"، وفي رواية الترمذي: "فوضعتموها"، وضمير التثنية باعتبار كونهما سورتين، وضمير الواحدة باعتبار كونها سورة واحدة باعتبار المعنى والقصة (في السبع الطول) بضم ففتح (ولم تكتبوا بينهما سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟ ).

قال القاري (٣): توجيه السؤال أن الأنفال ليست من السبع الطُّوَل لقصرها عن المئين, لأنها سبع وسبعون آية، وليست غيرها لعدم الفصل بينها وبين براءة.

قلت: وحاصل السؤال أمور: الأول: أن سورة الأنفال سورة قصيرة من


(١) لها عشرة أسماء ذكرها "ابن رسلان".
(٢) هكذا حكاه صاحب "السعاية" (٢/ ٢٨١) وذكر في "منار الهدى" برواية عائشة مرفوعًا ما يدل على أن هذه الأقسام مرفوعة، وفي "الإتقان" (١/ ٨٤) نوع تفصيل، وراجع العيني أيضًا. [انظر: "عمدة القاري" (١٢/ ٤١٣)]. (ش).
(٣) "مرقاة المفانيح" (٥/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>