للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حِينَ (١) سَمِعُوا ذَلِكَ من رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -. [ت ٣١٢، ن ٩١٩، جه ٨٤٨، ط ١/ ٨٦/ ٤٤، حم ٢/ ٢٨٤، حب ١٨٤٣]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى حَدِيثَ ابْنِ أُكَيْمَةَ هَذَا مَعْمَرٌ، وُيونُسُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيدٍ، عن الزُّهْرِيِّ، عَلَى مَعْنَى مَالِكٍ.

===

قلت: وهذا المفهوم تدفعه العلة المذكورة في الحديث وهي المنازعة، فإنها كما تحققت في الجهرية فتحققها في السرية أولى وأقوى.

(حين سمعوا ذلك) أي ما ذكر (من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال ابن الملك: ومن قال بقراءتها خلف الإِمام في الجهرية حمله على ترك رفع الصوت خلفه، انتهى، وهو خلاف ظاهر قوله عليه السلام: "هل قرأ معي أحد منكم"، قال الترمذي: هذا حديث حسن، قال النووي: وأنكر الأئمة على الترمذي تحسينه، واتقفوا على ضعف هذا الحديث, لأن ابن أكيمة مجهول، على أنَّ جملة "فانتهى الناس عن القراءة" ليست من الحديث، بل هي من كلام الزهري مدرجة فيه، هذا متفق عليه عند الحفاظ المتقدمين والمتأخرين، منهم الأوزاعي ومحمد بن يحيى الذهلي والبخاري وأبو داود والخطابي وغيرهم، كذا قال القاري (٢)، ثم قال: قال ميرك نقلًا عن ابن الملقن: قال الترمذي: حسن، وصحَّحه ابن حبان، وضعفه الحميدي والبيهقي، انتهى، وبهذا يعلم أن قول النووي: اتفقوا على ضعف هذا الحديث، غير صحيح.

(قال أبو داود: روى حديث ابن أكيمة هذا معمر ويونس وأسامة بن زيد (٣) عن الزهري على معنى مالك) حاصل هذا الكلام أنهم رووا عن الزهري كما رواه مالك عنه موافقًا في معنى حديث مالك لا في لفظه.


(١) وفي نسخة: "حيث".
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٣٠٢).
(٣) أخرج رواية معمر المصنف في هذا الباب، وعبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ١٣٥) رقم (٢٧٩٥)، وأحمد في "مسنده" (٢/ ٢٨٤)، وأخرج رواية يونس بن يزيد البخاري في "جزء القراءة خلف الإِمام" (٩٦)، وأما رواية أسامة بن زيد فلم أعثر على من أخرجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>