للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَا: ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْأعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عن طَاوُس، عنِ ابنِ عَبَّاس قَالَ: "مَرَّ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - علَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا يُعَذبَانِ، وَمَا يُعَذبَانِ في كبِير:

===

التميمي، أبو السري الكوفي، ثقة، ولد سنة ١٥٢ هـ، ومات سنة ٢٤٣ هـ (١).

(قالا) أي زهير وهناد: (ثنا وكيع، ثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدًا يحدث (٢) عن طاوس) بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحِمْيريّ مولاهم، الفارسي، يقال: اسمه ذكوان، وطاوس لقب، ثقة فقيه فاضل، مات سنة ١٠٦ هـ (٣).

(عن ابن عباس) أي عبد الله (قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبرين) (٤) اختلف هل هما كافران أو مسلمان؟ كذا في "درجات مرقاة الصعود" (٥) (فقال: إنهما (٦) يعذبان (٧) وما يعذبان في كبير)، المراد بالكبير ها هنا فعل يشق تركه وإن كان كبيرًا عند الله تعالى، فعلى هذا يحصل التوافق (٨) بين الروايات.


(١) انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (٣/ ٣٤/ ١٩٩٥).
(٢) هكذا أخرج البخاري، وأخرج أيضًا برواية منصور عن مجاهد عن ابن عباس بدون الواسطة، قال الحافظ (١/ ٣١٧): ظاهره صحة الطريقين، ورجح الترمذي طريق الأعمش. (ش).
(٣) انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (٣/ ٤٩٥/ ٢٩٤٥).
(٤) زاد ابن ماجه: "جديدين"، قال الحافظ في: "فتح الباري" (١/ ٣٢٠) لا يعرف اسمهما ولا أحدهما، والظاهر أنه على عمد من الرواة سترًا عليهما، وما حكاه القرطبي في "التذكرة" وضعّفه عن بعضهم أن أحدهما سعد بن معاذ غلط جدًا، بسطه ابن رسلان. (ش).
(٥) (ص ١٠)، سيأتي مفصلًا في الشرح. (ش).
(٦) الضمير إلى المقبورين كما يدل عليه لفظ قبرين، أو إلى القبرين، والمراد مَن فيهما. "ابن رسلان". (ش).
(٧) قال ابن العربي (١/ ٩٠): فيه حجة لأهل السنَّة أن عذاب القبر حق، ثم بسطه. (ش).
(٨) قال ابن رسلان: زاد البخاري في الأدب (ح ٦٠٥٥): "بلى إنه لكبير"، فاستدرك، =

<<  <  ج: ص:  >  >>