للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْمَمَاتِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ". [خ ٨٣٢، م ٥٨٩، ن ١٣٠٩]

٨٨٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن ثَابتٍ الْبُنَانِيِّ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عن أَبِيهِ

===

والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت (والممات) وفتنة الممات، يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أْضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا على ذلك ما قبل ذلك, ويجوز أن يراد بها فتنة القبر.

(اللهم إني أعوذ بك من المأثم) أي أمر يأثم به المرء، أو هو الإثم وضعًا للمصدر موضع الاسم (والمغرم) وهو مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين، ويريد به ما استدين به فيما يكرهه الله تعالى، أو فيما يجوز، ثم عجز عن أدائه، أما فيما يحتاج إليه ويقدر على أدائه فلا يستعاذ منه.

(فقال له قائل) (١) (قال الحافظ (٢): في رواية النسائي أن السائل عن ذلك عائشة ولفظها: "فقلت: يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ"، انتهى (ما أكثر) بفتح الراء على التعجب (ما تستعيذ من المغرم، فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل إذا غرم) بكسر الراء (حدث فكذب، ووعد فأخلف)، والمراد أن ذلك شأن من يستدين غالبًا.

٨٨٠ - (حدثنا مسدد، نا عبد الله بن داود، عن ابن أبي ليلى) الظاهر أنه محمد، (عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه) أبي ليلى واختلف في اسمه، قال في "الخلاصة": أبو ليلى الأنصاري اسمه بلال أو داود بن بلال بن أحيحة، صحابي، وقال في "التقريب": اسمه بلال أو بُليل بالتصغير، ويقال: داود، وقيل: هو يسار بالتحتانية، وقيل: أوس.


(١) قال ابن رسلان: قال ابن حجر: لم أقف على اسم السائل. (ش).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>