للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمي، عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، فرواية هؤلاء أصح من رواية الليث, لأن الليث وإن كان ثقةً حافظًا ولكن سفيان وغيره مع كونهم ثقات حفاظًا متعددين.

فأما ما قال الحافظ (١): وأخرج الترمذي الحديث المذكور، ولم يقع في روايته "إذا انفرجوا" فترجم له: "ما جاء في الاعتماد إذا قام من السجود"، فجعل محل الاستعانة بالركب بمن يرفع من السجود طالبًا للقيام، واللفظ محتمل لما قال، لكن الزيادة التي أخرجها أبو داود تُعَيِّنُ المراد.

قلت: لعل النسخة التي عند الحافظ خالية عن هذه الزيادة، وأما نسخ الترمذي الموجودة عندنا ففيها هذه الزيادة "إذا تفرجوا" موجودة، وكذلك لفظ الترجمة في النسخ الموجودة عندنا "باب ما جاء في الاعتماد في السجود"، ولم أرَ ما زاده الحافظ في الترجمة من لفظ: "إذا قام" في نسخة.

ثم أقول: فيما ادعى الترمذي من أن الحديث موصولًا غير معروف لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، نظر، فإن الطحاوي أخرج هذه الرواية في "شرح معاني الآثار" (٢) في "باب التطبيق في الركوع": حدثنا ربيع الجيزي قال: ثنا أبو زرعة قال: أخبرنا حيوة قال: سمعت ابن عجلان يحدث، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة [أنه قال: ] اشتكى الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التفرج في الصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا بالركب"، فهذا حيوة بن شريح وهو ثقة ثبت فقيه زاهد، يوافق الليث في وصله، فلم يبق في وصله شذوذ.

قلت: نقل صاحب "العون" (٣) عن المنذري بأنه أخرجه الترمذي، وذكر


(١) "فتح الباري" (٢/ ٢٩٤).
(٢) (١/ ٢٣٠).
(٣) "عون المعبود" (٣/ ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>