للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: "وَكَانَ أَرْسَلَ فَارِسًا إِلَى الشِّعْبِ مِنَ اللَّيْلِ يَحْرُسُ" (١).

===

أي ينظر إليه، وينتظر الفارس الذي أرسله إلى الشعب، وهذا الحديث مختصر أخرجه أبو داود مطولًا في كتاب الجهاد في "باب فضل الحرس في سبيل الله"، (قال أبو داود: وكان أرسل فارسًا (٢) إلى الشعب من الليل يحرس) (٣).

وهذا الحديث يدل على جواز الالتفات في الصلاة، والأحاديث المتقدمة تدل على كراهته، فإما أن يقال: إن الذي وقع في هذه القصة لم يكن فيه التفات لاحتمال أن الشعب كان في جانب القبلة فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ليس بالتفات.

والأولى أن يقال: إن الالتفات مكروه إذا كان بغير عذر، فأما إن كان من ضرورة وعذر فلا كراهة فيه، وأشار البخاري إلى ذلك بعقد باب: "هل يلتفت لأمر ينزل به أو يرى شيئًا أو بصاقًا في القبلة"؟ وأورد فيه، قال سهل: التفت أبو بكر -رضي الله عنه - فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك ذكر فيه حديث رؤية النخامة.


(١) ذكر هناك المزي في "تحفة الأشراف" (٤/ ٥٤٧) رقم (٦٠١٤) حديثًا لأبي داود، ليس في رواية اللؤلؤي:
"ثور بن زيد الديلي المدني عن عكرمة عن ابن عباس:
حديث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلتفت في الصلاة من غير أن يلوي عنقه".
"أبو داود في الصلاة: عن أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، عن الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عنه، به. وعن هناد، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد عن رجل عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: وهذا أصح".
ثم قال المزي: وحديث أبي داود في رواية أبي الطيب بن الأشناني ولم يذكره أبو القاسم، ورمز للحديث: ت، س أيضًا.
(٢) هو أنس بن أبي مرثد. (ش).
(٣) في أعلى الجبل كما سيأتي. "ابن رسلان". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>