للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

سمرة بن جندب أنه حفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكتتين، سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فأنكر عليه عمران بن حصين، فكتبا في ذلك إلى أبي بن كعب، فكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما: أن سمرة قد حفظ، رواه أبو داود وآخرون، وإسناده صالح.

قال الشيخ النيموي (١): الأظهر أن السكتة الأولى كانت لقراءة الثناء في نفسه، والسكتة الثانية للتأمين سرًّا, ولو حمل على أن السكتة الثانية كانت لأن يتراد إليه نفسه كما ذهب إليه بعضهم يلزم منه أن يكون تأمين المأمومين قبل تأمين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تبادر المأموم الإِمام.

ثم ساق حديث سمرة بن جندب الذي رواه أحمد والدارقطني (٢) أنه كان إذا صلى بهم سكت سكتتين: إذا افتتح الصلاة، وإذا قال: ولا الضَّآلِّين سكت أيضًا هنية، فأنكروا ذلك عليه، فكتب إلى أبي بن كعب، فكتب إليهم أن الأمر كما صنع سمرة، وقال: إسناده صحيح.

ثم ساق حديث وائل بن حجر الذي رواه أحمد والترمذي وأبو داود والطيالسي والدارقطنيِ والحاكم (٣) وآخرون من طريق شعبة، ولفظه: "فلما قرأ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: آمين، وأخفى بها صوته"، وقال: إسناده صحيح، وفي متنه اضطراب.

ثم ذكر في "تعليقه" ما ذكره الترمذي عن البخاري من العلل الثلاث، ثم نقل عن الزيلعي ما قال في "نصب الراية" (٤): واعلم أن في الحديث


(١) "آثار السنن" (١/ ٩٥ - ٩٩).
(٢) "مسند أحمد" (٥/ ١١)، و"سنن الدارقطني" (١/ ٣٣٦).
(٣) انظر: "مسند أحمد" (٤/ ٣١٦)، و"سنن الترمذي" (٢/ ٢٨)، و"سنن أبي داود" (٩٣٢)، و"مسند الطيالسي" (١٠٢٤)، و"سنن الدارقطني" (١/ ٣٣٤)، و"المستدرك" (٢/ ٢٣٢).
(٤) "نصب الراية" (١/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>