(قال أبو حميد) أي لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الموجودين عنده:(أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وقد تقدم هذا الحديث بهذا السند في "باب افتتاح الصلاة"، وفيه: "قالوا: فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعة، ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى"، وقد أسقطه هاهنا (قالوا: فاعرض) بهمزة الوصل من عرض يعرض، أي: أظهر وأبرز.
(فذكر الحديث، قال) أي أبو حميد: (ويفتخ) الفتخ لين واسترسال في جناح الطائر، أي: يلين (أصابع رجليه إذا سجد) ليوجهها نحو القبلة (ثم يقول: الله أكبر ويرفع) أي رأسه من السجود (وبثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ثم يصنع في الأخرى) أي في الركعة الأخرى (مثل ذلك) أي ما فعل في الركعة الأولى من رفع اليدين ثم التكبير ثم القراءة ثم التكبير ثم رفع اليدين ثم الركوع إلى آخرها (فذكر الحديث) وهذا قول أبي داود، يقول: فذكر أحمد بن حنبل الحديث.
(قال) أي أبو حميد: (حتى إذا كانت السجدة التي فيها) أي بعدها (التسليم)، وهي السجدة التي في آخر الركعة الرابعة، أو المراد بالسجدة الركعة مجازًا (أخر رجله اليسرى) أي بَعَّدها وأزالها عن الورك إلى جانب الأيمن، وليس لفظ: "أخَّر" هذا مقابلاً لما يأتي في حديث الليث من لفظ: "قدم رجله اليسرى"، حتى يتخالف الحديثان، بل معناه بَعَّدَ وأزال، كما في الحديث: "أخر يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، و"أخر عني يا عمر".