للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ حدَّثَهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَة:

===

(أن أبا سعيد الحميري) (١) شامي مجهول، وروايته عن معاذ بن جبل مرسلة، قال أبو في اود (٢): لم يسمع من معاذ، وفي "ميزان الاعتدال": لا يُدْرى من هو، (حدثه) أي حيوة بن شريح (عن معاذ بن جبل) بن عمرو بن أوس، أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي، من أعيان الصحابة، والإمام المقدام في علم الحلال والحرام، شهد بدرًا، وهو ابن إحدى وعشرين سنة، مات في الشام (٣) سنة ١٨ هـ.

(قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اتقوا المَلاعن) وهي جمع ملعنة، وهو الموضع الذي يكثر فيه اللعن علي قضاء الحاجة فيه، أي اتقوا مجالب اللعن, لأن أصحابها يلعنهم المار على فعلهم القبيح، أو لأنهم أفسدوا على الناس منفعتهم، فكان ظلمًا، وكل ظالم ملعون، أو الملعنة أي الفعلة الموجبة لفاعلها اللعن، أي اجتنبوا الفعلات التي توجب اللعن لفاعلها عادة كأنه مَظِنَّة اللعن، وقال زين العرب: جمع ملعن مصدر ميمي، أو اسم مكان، فعلى تقدير كونه مصدرًا معناه اتقوا اللعنات أي أسبابها، أو المصدر بمعنى الفاعل، أي الحاملات والباعثات على اللعن، فيصير نظير قوله: اتقوا اللاعنين مع زيادة الثالث (الثلاثة) هكذا في النسخ، وفي نسخة الخطيب بلا تاء، فهو أصح منه بتاء لأنه مؤنث.


(١) انظر ترجمته في: "التقريب" (٨١٢٨)، و"تهذيب التهذيب" (٨/ ١١١)، و"ميزان الاعتدال" (٤/ ٥٣٠).
(٢) قال ابن رسلان: لم يدر اسمه ولا يعرف بغير هذا الإسناد، لكن الحديث صحّحه ابن السكن والحاكم (١/ ١٦٧). (ش).
(٣) وقد استعمله عمر - رضي الله عنه - عليها بعد أبي عبيدة بن الجراح، فمات في عامه ذلك في طاعون عمواس "ابن رسلان". (ش). [قلت: انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٤/ ١٤٢) رقم (٤٩٦١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>